الإنسان بطبيعته يحب أن يمشى على هواه .. ووراء ما تهواه نفسه وتشتهيه
مرة واحد صاحبى .. كل ما يجى يتكلم يقولى " انا بعد ما التزمت .. ثم يكمل حديثه".
ما يشدنى في الأمر وصف الانسان لنفسه بأنه ملتزم .. مش عارف ازاى الواحد يشوف انه ملتزم .. يعنى بقى ملتزم بكل ما جاء في الدين بحازفيره .. دون أن يخطئ.
الكلمه هذه انتشرت في الفترة الاخيرة جدا .. كل واحد يربى دقنه ويقصر ثيابه ويصلى العصر حاضر .. بقى ملتزم .. وأصبح احد العلماء والقادر على افتاء الناس ... ويكون الناصح للأخرين غير الملتزمين- من وجهة نظره-.
فهو لا يسمع لهذا الفاسق .. الغير ملتزم بأومر الله - تربيه اللحيه وتقصير الثياب - لأنه لا يفقه شئ في الدين .. ولم يطلق الناس عليه كلمة شيخ حتى الآن.
لا أعلم هل الالتزام أصبح لحيه وتقصير ثياب وسماع لشيوخ فضائيات .. انا لا أقلل من شأن أى شئ من هذا .. ولكن عندما يقتصر الدين على هذا فقط .. فالأمر يصبح مشكلة كبيرة جدا.
أذا مدحك الناس بأنك شيخ أو ملتزم .. فهذا من فضل الله عليك .. أما أذا رأيت في نفسك هذا .. فهذا من غضب الله عليك .. فأول من تُسعر بهم النار يوم القيامه ..منهم قارئ للقرآن .. كان يحفظ من أجل أن يقال عنه قارئ أو حافظ أو شيخ أو ملتزم أو عالم .
وللعلم نوعان .. علم شرعى للعوام .. وهو العلم الذي يرفع الحرج عن الرجل العادى أمام الله سبحانه وتعالى .. ويجعلة يلتزم بكل ما يقدر عليه .. من أمور عقائديه وأمور فقهيه.
أما العلم الشرعى لطلاب العلم .. فهو ليس لرفع الحرج فقط .. وانما هو لاستنباط الاحكام وللتشريع.. وهذا يتطلب اشياء كثيره مثل الذكاء والتعب والفطنه والغربه وطول زمن البحث عن الأمور الشرعيه ..فيظل العالم طالب للعلم حتى لووصل إلى أرزل العمر.
فمثلا طالب العلم يدرس علم الحديث وعلم الرجال .. ليقدر أن يثبت أن هذا الحديث صحيح أم ضعيف أم منكر وخلافه .. اما العامى .. فيتعلم شرح هذا الحديث وماهو المقصود منه ويأخذ الحديث كما هو.
كذلك في الفقه .. قد يكون هناك حكم لمسأله معينه .. وتجد أن الفتوى تخالف الحكم .. فليس معنى ذلك أن تكون الفتوى هي الحكم ..أو أن تكون الفتوى هو رأى مخالف للحكم الأصلى .. بل هي استثناء.. فقد يفتى الشيخ لشخص بفتوى .. ويفتى لشخص أخر بفتوى مخالفه للفتوى الأولى في نفس القضيه.
الدين له شُعب كثيره .. وعلم لا ينتهى .. فأذا اعتقدت أنك أحط بكل ما في الدين بالعلم فأنت مخطئ... فلا تتعلم من أجل أن تجادل الناس أو من أجل أن يقولوا عالم .. وانما تعلم لتصل أوامر الله إلى عباد الله .. فالعلم حجة عليك يوم القيامه وليس زيادة في دينك .. ولكنك عملك به هو من ينجك من النار ويدخلك الجنه .. فالجنة والنار بالعمل وليس بالعلم.