بعد أن كنت الأخير الذي أنضم إلى الحزب الوطني الديمقراطي .. الذي اكتسح بأغلبية ساحقة في مجلس الشعب وقال فيها الشعب كلمته .. وهو بكامل قواه العقلية ... وأختارونى لألقى كلمة أمام الرئيس في مؤتمر الحزب السنوي .
والأن أنا أقف على منصة الكلام لأبدأ بالتحدث عما في قلبي من قصائد حب للسيد الرئيس ... فقد ذهب التوتر أخير وبدأت ترجع الثقة بالنفس لأبدأ الكلام والتحدث.
" السلام عليكم سيدى الرئيس .. السلام عليكم ايها السادة الكرام وأخص بالسلام صاحب أول تفجير في أول ثورة للإنسان المتطور ...وحتى لا أطيل على سيادتكم .. أريد أن أقول تجربتي مع الحزب ... أنا أول ما سمعت أغنية (الحزب الوطني في مصلحتك )وبدأ قلبي يتحرك تجاه الحزب .. وسعيت إلى البحث عن المصلحة الموجودة في الحزب لأجد ما قدم الحزب الوطني لمصلحتي ....
صمت
عذرا سيادة الرئيس فقد نسيت ما حفظوني إياه وما أملوه علي ... قد يكون لأنني لا استطيع أن أحفظ ما لا يدخل قلبي وعقلي ... ومن الممكن أن أكمل تجربتى مع الوطن مما يحفظه قلبي عن ظهر قلب ... سيدي الرئيس قبل أن أتكلم .. أطلب من سيادتكم الأمان ... فنحن يا سيادة الرئيس لا نطلب أكثر من هذا ... أصل أحنا ياريس بنخاف ... بنخاف من كل حاجة حوالينا ... بنخاف من حياتنا كلها.
أحنا ياريس بنخاف ناكل .. أصل ياريس الأكل مرشوش مواد مسرطنة ... ونص شعبك بقى قاعد فى 57357 خايف ياريس أنى أكون من النص التانى اللى هيحْصلهم ... دا الكلام دة لو لقيت الأكل فعلا ياريس..أحنا قاطعنا اللحمة ...علشان مرتبنا ميجبش غير اتنين كيلو لحمة .. بس الحمد لله هما طمنونا وقالولنا أن اللحمة مضره جدا بالصحة ..
بخاف كمان ياريس أنى أشرب ... أصل ياريس الماية بتاعتنا لامؤخذا داخل عليها شوية ماية صرف صحى ... وجابت لبقيت الشعب تليف ع الكبد ... وكبدنا باظ ياريس ...قالولنا هنا فى الحزب علشان تطمن على مستقبل ولادك ... وانا مش عارف أطمن على مستقبلى ياريس ... خايف دايما م المستقبل .. خايف أن أجى فى يوم أفتح الحنفية ... الاقى اثيوبيا سحبت الماية اللى عندنا بشفاط ... وواحد طالع يقولى "لقد نفذ رصيدكم".
خايف ياريس أنى أتكلم ... وأقول أنى مش عارف أكل ولا أشرب ... أتمسك بتهمة أزعاج السلطات.. وشغل الطريق العام .. وتعطيل المواصلات ... خايف أجى ماشى فى طريق ... ياخدونى تشابة أسماء مع حد .. ويدخلوى المعتقل ... وينسونى جوة ... لعلمك ياريس قانون الطوارئ ... بيخلى أى ظابط يمسك أى حد .. علشان مزاج سيادتة مش مظبوط ... خايف ياريس أن الاقى فى نص الليل .. باب الشقة بيتفتح عليا ...مش حرامى هيخش عليا ... ولكن يخش عليا ناس من أمن الدولة تخدنى من ع السرير على المعتقل ... من بين أهلى وناسى ... وأتحط في حتة محدش يعرف عنى حاجة.
خايف ياريس أن بعد اللى هشوفة من الأكل والشرب والتعذيب فى المعتقلات .. ملقيش حتة فى مستشفى تلمنى ... فيرمونى فى الطرقة بتاعتها ... اصل الشعب كلة معدش بينام الا فى المستشفيات.
بخاف أنى أشم الهوا اللى حواليا .. ويبوظ الجهاز الوحيد اللى باقى عندى وهو الجهاز التنفسى .. بعد ما باظ الجهاز الهضمى من الأكل والشرب .. خايف أركب قطار يتحرق أو يتقلب بيا .. أو أركب عبارة تغرق وانا فيها ... خايف أن الكهربا تقطع .. لأن الغاز اللى بيشغلها رايح لأسرائيل .
بخاف أوى ياريس ... عارف ياريس بعد دة كله ... أنا مش عاوز حاجة ... الا حاجة واحدة بس ... "انا عايز وطن ياريس" ... عايز وطن أعيش فية .. أحس بية ويحس بيا .. لما اغنيلة تبقى الاغنية طلعة من قلبى مش كلام على لسانى ... لما أخرج منة .. يبقى هموت وأرجعلة تانى ... مش عايز أحس أنى عايز اطفش منة بأى طريقة حتى لو هاتعرض فيها للموت .. هو دة طلبى الوحيد ياريس.